عيناك قدري

من أول المجموعات القصصية لغادة السمان التي وصلت لتكون إحدى أهم الكتّاب العرب عبر التاريخ , مقالةً بعد مقالة. في ( عيناك قدري ) بدأتْ رحلتها الأدبية ، والتي كانت تنضجُ بسرعةٍ هائلةٍ خوّلتها لتكون رائدةً بأسلوبها وسبّاقةً في مجموعةِ القضايا التي تطرّقت لها وعرّتها وأصرّت على تقديمها بأسلوبٍ شيقٍ وجريء .غادة في قصصها الست عشرةَ التي كتبتها في ( عيناكَ قَدري ) تعيش حالة حربٍ مستمرةٍ مع قدرها، تهتمُ بالتفاصيل وتفاصيلِ التّفاصيل ، تحتفي بالثواني لأنّها تؤمِن أنّ كلّ لحظةٍ قد تغيّرُ عمراً، تُجيد باحترافية عالية وبكلّ رصانة اللّغة الاستعارات والتشابيه والوصف الساحر حتى تكتشف أنّه لا يكادُ يمرُّ سطرٌ واحدٌ من قصصها إلا وقد تفنّنتْ وأبدعتْ بوصفٍ ما أو تشبيه فريدٍ ويستحق التفكّر ويُضيءُ المساحةَ المظلمة أمام القارِئِ بطريقةٍ شيّقةٍ وأنيقةٍ وفريدة وقدْ تكونُ بطيئةُ في سردِ الحدث دون أن تُشعرك بالملل ، قادرةٌ على خلق قصص كثيرة ما بين الفواصل والتنهيدات ! ، وهي تكرّر مجموعةً من الأوصاف لأكثر من مرة في القصّة الواحدة إمعاناً منها في تخليدِ هذا الوصف في ذاكرةِ من يقرأ .