كائن لا تحتمل خفته

تبدو حياة توماس وتيريزا، وفرانز وسابينا برقتها وفجورها بإنسانيتها ووحشيتها، بما تقبل وماترفض .. تدور حول فكرة أساسية : السيطرة .

السيطرة هي أهم مايسعى إليه الإنسان وقد جاء في أول سفر التكوين أن الله خلق الإنسان وجعله يسيطر على الطيور والأسماء والماشية. تستدرج تيريزا توماس إلى فخ الشفقة والإحساس بالذنب, مما يجعله مستعدا لتلبية رغباتها وتجر سابينا فرانز القوي البنية لتسيطر على مشاعره ثم تهجره بسبب ضعفه. وتستخدم السلطة كل الأدوات لإضعاف المجتمع والسيطرة عليه نهائيا. ويستخدم المناضل الشعارات الطنانة ليقدم نفسه كمثال. رغم الثمن الذي قد يدفعه . في هذه الرواية التي تعتبر أهم أعماله يواجه كونديرا الأوهام : وهم المسيرة الكبرى ، وهم السير إلى الأمام ، وهم الحب البريء... وعلى خلفية الاجتياح الروسي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968 وأفكار الشيوعية " التي تلغي الصراع في المجتمع " والديموقراطية "التي تحرر الانسان" يطرح كونديرا اسئلة كثيرة . هل الثقل حقّاً فظيع ؟ وجميلة هي الخفة ؟ ماذا علينا أن نختار ، الخفة أم الثقل ! ديكتاتورية البوليتاريا أم الديموقراطية ؟ المقصلة أم الغاء عقوبة الإعدام ؟ رفض المجتمع الاستهلاكي أم زيادة الانتاج ؟ إنها رواية تُقرأ ، ثم تُقرأ لعدة مرات وفي كل مرة نكتشف أنها تلامس شيئاً فينا.