عرض النتيجة الوحيدة

فن الحياة

60 ر.س
ما الخطأ في السعادة؟

قد يربك السؤال في المقدمة القارئ. يُقصد بذلك السؤال الإرباك؛ ليحث القارئ على التوقف والتفكير. ليتوقف على ماذا؟ في سعينا للسعادة، والتي -كما يوافق معظم القرّاء- تحتل حيزًا مهمًا في تفكيرنا وحيواتنا، ولم ولن تبطئ ذلك أو تتوقف... على الأقل ليس أكثر من لحظة (عابرة ودائمًا عابرة).

لماذا يعتمد السؤال الإرباك؟ لأنه عند السؤال «ما الخطأ بالسعادة؟» فهذا يشبه السؤال عن حرارة الجليد أو الرائحة الكريهة في زهرةٍ ما. لا يمكن مقارنة الجليد بالحرارة، أو الزهرة بالنتانة، تفترض هذه الأسئلة جدوى التعايش المتعذر (حيث توجد الحرارة لا يوجد الثلج).

كيف يمكن لشيء أن يكون خاطئًا بخصوص السعادة؟ أليست السعادة مرادفًا لغياب الخطأ؟ أليست عن استحالة وجوده؟ أليست عن استحالة كل الأخطاء؟!

إن حياتنا، سواء عرفناها أم لا وسواءً استمتعنا بالأخبار أو تفجعنا عليها، هي أعمال فنية. لنحيا حياتنا كما يحتم علينا فن العيش، يجب علينا، مثل أي فنان، أن نضع تحديات لأنفسنا وهي بذاتها (في لحظة تصميمها تحت أي نسبة) يصعب مواجهتها بصراحة؛ علينا أن نختار أهداف (في لحظة اختيارها عند أي نسبة) تكون أبعد من قدرتنا على الوصول، ومعايير التميز والتي تبدو بشكل مزعج باقية بعناد فوق قدرتنا (كما وصلنا لها أساسًا تحت أي نسبة) لنطابق أي ما نفعله أو فعلناه. علينا محاولة المستحيل. ويمكننا أن نأمل، دون دعم من مراجع موثوقة ومفضلة (ناهيك عن المؤكدة) والتي مع جهد كبير وعظيم يمكننا أن نصل إلى تلك المعايير والأهداف وبالتالي أن نواجه التحدي.

إن الشك هو العادة الطبيعية للحياة البشرية، رغم أن الأمل في الهروب من الشك هو محرك السعي البشري. إن الهروب من الشك هو مكون أساسي حتى وإن افترضنا ذلك تكتيكيًا، لكل الصورة المكونة للسعادة. لهذا تبدو السعادة الأصلية والصحيحة والكاملة دائمًا مبتعدة لمسافة معينة؛ مثل الأفق الذي يبتعد كلما اقتربت منه.